استخدامات المستكة في الطبخ: سر النكهة الشرقية الأصيلة

تخيّل أنك تفتح علبة صغيرة من المستكة، ذلك الذهب العطري القادم من أشجار جزيرة “خيوس” اليونانية، وتضع ذرة منها في قدر طعامك… فجأة يتحول الطعم إلى لمسة شرقية فاخرة! استخدامات المستكة في الطبخ ليست مجرد إضافة نكهة، بل هي سر يربط بين وصفات الجدات وابتكارات الطهاة المعاصرين. من القهوة العربية إلى الشوربات الكريمية، للمستكة قدرة مذهلة على إضفاء عمق ونقاء في المذاق.

ما هى المستكة؟

المستكة مادة طبيعية عطرية تُستخرج من شجرة دائمة الخضرة تُسمى شجرة المستكة (Pistacia lentiscus)، وهي من فصيلة أشجار الفستق. أصلها يعود إلى جزيرة خيوس اليونانية، حيث يُعد إنتاجها هناك الأجود والأكثر شهرة في العالم.

 شكلها وطبيعتها:

• تأتي في صورة حبيبات صغيرة شفافة أو مائلة للون الذهبي.
• لها طعم عطري مميز ورائحة فاخرة قريبة من مزيج الصنوبر والعود.
• تتحول عند الطحن إلى بودرة بيضاء تُستخدم بسهولة في الطبخ أو الحلويات.

استخدامات المستكة في الطبخ

المستكة في المطبخ سر من أسرار الطهاة، فهي ليست مجرد بهار، بل لمسة فاخرة تغيّر طابع الوصفة كلها. إليك أبرز استخداماتها:

 في الأطباق المالحة

• تضاف حبوب المستكة مع الزيت أو السمن عند بدء الطهي لإطلاق نكهتها في الأرز البسمتي والكبسة.
• تدخل في تتبيلات اللحوم والدواجن لإعطاء رائحة شرقية عميقة.
• تُستخدم في الشوربات الكريمية أو مرق الدجاج لإضفاء مذاق عطري مميز.

 في الحلويات والمشروبات

• تدخل في وصفات البوظة العربية لتعطي قوامًا مطاطيًا ونكهة راقية.
• تُستخدم في المهلبية، الكنافة، وأحيانًا البسبوسة لتعزيز الطعم.
• تُضاف مع الهيل في القهوة العربية لتمنحها نكهة فاخرة لا تُنسى.

 نصيحة صغيرة: يكفي استخدام حبة أو اثنتين مطحونة فقط، لأن نكهتها قوية وسريعة الانتشار.

مقالة ذا صلة:

• دقيق قمح عضوي غير معدل وراثيا: الخيار الصحي لحياتك اليومية.

ما هى فوائد المستكة؟

المستكة ليست مجرد بهار عطري للطبخ، بل لها فوائد صحية رائعة عُرفت منذ العصور القديمة:

 فوائد المستكة للصحة:

• تحسين الهضم: تساعد على تقليل الانتفاخ والغازات وتهدئة المعدة.
• صحة الفم والأسنان: مضغها يقوي اللثة، ينعش النفس، ويقلل من نمو البكتيريا المسببة للتسوس.
• مضاد التهابات طبيعي: تحتوي على مركبات تساعد في تخفيف التهابات المفاصل والجهاز الهضمي.
• تعزيز صحة الكبد: بعض الدراسات تشير إلى أنها قد تقلل من دهون الكبد وتحميه.
• دعم المناعة: غنية بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف.
• المساعدة في خفض الكوليسترول: عند تناولها بانتظام يمكن أن تساهم في تحسين صحة القلب.

 تنويه: المستكة آمنة عند الاستخدام المعتدل في الطبخ، لكن يفضل استشارة الطبيب عند استخدامها كعلاج خاصة لمرضى الكبد أو الجهاز الهضمي.

أنواع المستكة

المستكة ليست نوعًا واحدًا، بل لها عدة أصناف تختلف في الجودة والمصدر والاستخدام:

 1. المستكة اليونانية (مستكة خيوس)

تُعد الأجود عالميًا، وموطنها الأصلي جزيرة خيوس باليونان.

تتميز بحبوبها الشفافة ونكهتها القوية الفاخرة.

تُستخدم غالبًا في الطهي الفاخر والحلويات.

 2. المستكة العربية

تُستخرج من أشجار المستكة المزروعة في بعض مناطق الشام وشمال إفريقيا.

أقل سعرًا من اليونانية، ونكهتها أهدأ لكنها مناسبة جدًا للطبخ اليومي.

 3. المستكة العُمانية

مشهورة بجودتها العالية ورائحتها الزكية.

تُستخدم بكثرة في القهوة العربية والأطباق الخليجية.

 4. المستكة البوسنية (أو التركية)

تُزرع في تركيا ودول البلقان.

أكثر شيوعًا في الاستعمال الشعبي والتقليدي، خاصة كمادة لمضغ الأسنان.

 ملحوظة:

الجودة واللون والرائحة تحدد نوع المستكة؛ فالحبوب الشفافة الذهبية عادةً أغلى وأكثر نقاءً من الداكنة.

الفرق بين المستكة الأبيض والاصفر 

الناس أحيانًا يلاحظون أن المستكة تُباع بلونين مختلفين: الأبيض والاصفر، وهذا طبيعي ويعكس مراحلها بعد الجمع:

 المستكة البيضاء

• هي الحبوب الطازجة بعد التجفيف الأولي.
• ناعمة الملمس وأقل صلابة.
• طعمها أخف ونكهتها أقل تركيزًا.
• غالبًا تُستخدم في الحلويات أو لمضغها مباشرة كعلكة طبيعية.

 المستكة الصفراء (أو الذهبية)

• تتحول لهذا اللون مع التخزين أو تعرضها للهواء والشمس.
• أكثر صلابة وذات نكهة أقوى وأعمق.
• الأفضل للاستخدام في الطبخ، خاصة في الأرز واللحوم والقهوة.

 الخلاصة: الأبيض أنعم وأخف (مناسب للحلويات والمضغ)، بينما الأصفر أقوى وأصلب (مناسب للأطباق المالحة والمشروبات).

الفرق بين المستكة واللبان الذكر 

 كثير من الناس يخلطون بين المستكة و اللبان الذكر لأن كليهما عبارة عن صمغ طبيعي يُستخرج من الأشجار، لكن هناك فروق جوهرية:

المستكة

• المصدر: تستخرج من شجرة الفستق الحلبي (Pistacia lentiscus).
• اللون: أبيض شفاف مائل للذهبي.
• الطعم والرائحة: عطرية ناعمة قريبة من الصنوبر.

الاستخدام:

• بهار في الطبخ (الأرز، اللحوم، القهوة).
• في الحلويات (البوظة، المهلبية).
• تمضغ كعلكة طبيعية للانتعاش وصحة الفم.

اللبان الذكر

• المصدر: يُستخرج من شجرة اللبان (Boswellia)، وخاصة في سلطنة عُمان واليمن.
• اللون: أبيض مائل للشفاف مع عروق صفراء أو خضراء.
• الطعم والرائحة: مرة وحادة، مع رائحة خشبية قوية عند الحرق.

الاستخدام:

• يُنقع في الماء ويُشرب لفوائده الصحية (للكبد، التنفس، المناعة).
• يُحرق كبخور للتعطير والتطهير.
• يُستخدم في الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب أكثر من الطبخ.

الخلاصة:

• المستكة = بهار عطري غذائي.
• اللبان الذكر = علاج وبخور بالدرجة الأولى.

مقالة مقترحة:

• استخدامات دقيق الأرز البنى لصنع خبز لذيذ وخفيف على المعدة.

الفرق بين مستكة الطبخ والبخور 

مستكة الطبخ

• اللون: غالبًا حبوب صغيرة شفافة أو ذهبية فاتحة.
• الملمس: أنعم وأسهل في الطحن.
• الطعم: نكهة عطرية خفيفة وقابلة للأكل.
• الاستخدام: تدخل في الأرز، اللحوم، الشوربات، الحلويات والقهوة.
• الجودة: عادة تكون أنقى وأعلى سعرًا.

مستكة البخور

• اللون: تميل للون الأصفر الغامق أو البني.
• الملمس: أكثر صلابة وخشونة، وأحيانًا بها شوائب.
• الرائحة: قوية عند الحرق، لكنها غير مناسبة للتذوق.
• الاستخدام: تُحرق لتعطير المنازل والمساجد، أو تُخلط مع عطور وزيوت.
• الجودة: أقل نقاء، وأرخص من مستكة الطبخ.

الخلاصة:

• مستكة الطبخ = نقية، آمنة للأكل، رائحتها خفيفة → للأطعمة والمشروبات.
• مستكة البخور = أقل نقاء، تُحرق فقط → للتعطير والطقوس.

طريقة استخدام المستكة اليونانى

المستكة اليونانية تُعتبر الأجود والأغلى، ونكهتها قوية جدًا، لذلك تُستخدم بكميات صغيرة جدًا حتى لا تطغى على الطعام. إليك أهم طرق استخدامها:

 في الطبخ

• طحنها أولًا: تُطحن مع القليل من السكر أو الملح حتى لا تلتصق بالمطحنة.
• إضافة للأرز والمرق: رشة صغيرة (¼ ملعقة صغيرة) تكفي لإعطاء نكهة فاخرة في الكبسة أو الشوربة.
• مع اللحوم والدواجن: تُضاف عند بداية الطهي مع السمن أو الزيت لتعطي رائحة عطرية غنية.

في الحلويات

• تدخل مطحونة في المهلبية، البوظة العربية، الكنافة لتعزيز الطعم.
• تُخلط مع الفانيليا أو الهيل في الكيك والبسكويت الشرقي.

 في المشروبات

• توضع حبة صغيرة مطحونة مع البن والهيل لصنع القهوة العربية الفاخرة.
• يمكن إضافتها مع الحليب الساخن لإعطاء نكهة مميزة.

 نصيحة ذهبية:

استخدام المستكة يكون دائمًا بكميات قليلة جدًا (حبتين أو ثلاث فقط)، لأنها قوية، والزيادة قد تجعل الطعم مرًّا.

الأسئلة الشائعة 

هل المستكة هي نفسها اللبان الذكر؟

لا، المستكة بهار عطري غذائي يُستخدم في الطبخ والحلويات، بينما اللبان الذكر يُستعمل غالبًا كعلاج طبيعي وبخور.

هل يمكن استخدام المستكة في القهوة؟

نعم، إضافة حبة أو اثنتين مطحونة مع البن والهيل تعطي القهوة العربية نكهة فاخرة مميزة.

هل هناك فرق بين المستكة البيضاء والصفراء؟

نعم، البيضاء ناعمة وخفيفة تُستخدم غالبًا في الحلويات والمضغ، بينما الصفراء أقوى نكهة وأصلب وتُستخدم أكثر في الطبخ والقهوة.

ما هي أفضل طريقة لطحن المستكة؟

يُفضل طحنها مع قليل من السكر أو الملح حتى لا تلتصق بالمطحنة.

هل المستكة مفيدة للصحة؟

نعم، فهي تساعد على الهضم، تنعش الفم، وتحتوي على مضادات أكسدة، لكن استخدامها يجب أن يكون باعتدال.

الخاتمة 

المستكة ليست مجرد حبوب صغيرة تُضاف إلى الأطباق، بل هي سر من أسرار المذاق الشرقي الأصيل. من القهوة العربية إلى الكبسة والمهلبية، ومن نكهتها العطرية إلى فوائدها الصحية للهضم والفم، تظل المستكة لمسة بسيطة لكنها تحدث فرقًا كبيرًا. سواء اخترت المستكة البيضاء أو الصفراء، اليونانية أو العُمانية، فإن القاعدة الذهبية لا تتغير: القليل منها يكفي ليمنح طعامك طابعًا فاخرًا لا يُنسى.